مرسومين سلطانين بشأن الخدمات الجوية العمانية

في خطوة تعكس التوجه الاستراتيجي لسلطنة عُمان نحو تعزيز العلاقات الدولية في مجالات النقل الجوي وتوسيع الروابط الاقتصادية مع دول مختلفة، أصدر حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق مرسومين سلطانيين بتاريخ 2 سبتمبر 2024. هذه المراسيم تهدف إلى التصديق على اتفاقيات خدمات جوية بين السلطنة وكل من الجمهورية التونسية وجمهورية تنزانيا المتحدة. تأتي هذه الخطوة في إطار سياسة عمّان الرامية إلى تعزيز التعاون الدولي، وتطوير البنية التحتية للنقل الجوي، وتحقيق التنمية الاقتصادية من خلال تحسين الروابط الجوية بين السلطنة والدول الأخرى.

المرسوم السلطاني الأول، رقم (34/2024)، يتعلق بالتصديق على اتفاقية الخدمات الجوية التي أبرمت بين حكومة سلطنة عُمان وحكومة الجمهورية التونسية. تم توقيع هذه الاتفاقية في 28 يونيو 2024 في العاصمة التونسية، تونس. تهدف الاتفاقية إلى تعزيز التعاون في مجال الطيران المدني بين البلدين، من خلال تنظيم وتسهيل الرحلات الجوية بين عُمان وتونس، بما يعزز التبادل التجاري والسياحي ويقوي العلاقات الثنائية بين البلدين. هذه الاتفاقية تأتي كجزء من رؤية عُمان لتعزيز شبكة النقل الجوي الوطنية وتوسيعها لتشمل مناطق جديدة، مما يفتح آفاقًا جديدة للتعاون الاقتصادي مع تونس ودول شمال أفريقيا.

عُمان

تشير الاتفاقية إلى أهمية تعزيز الروابط الجوية بين البلدين كوسيلة لزيادة التبادل التجاري والسياحي، فضلًا عن تسهيل حركة الأفراد والبضائع. من المتوقع أن تسهم هذه الاتفاقية في زيادة عدد الرحلات الجوية بين البلدين، مما يسهم في زيادة عدد السياح المتنقلين بين عُمان وتونس، وكذلك تحسين الوصول إلى الأسواق التجارية في شمال أفريقيا.

المرسوم السلطاني الثاني، رقم (35/2024)، يختص بالتصديق على اتفاقية خدمات جوية مماثلة بين سلطنة عُمان وجمهورية تنزانيا المتحدة. هذه الاتفاقية وُقعت في دار السلام بتاريخ 16 يوليو 2024، وتهدف إلى تحقيق نفس الأهداف التي يسعى إليها المرسوم الأول، ولكن في سياق التعاون مع واحدة من أهم الدول الأفريقية من حيث الموقع الاستراتيجي والإمكانات الاقتصادية.

الاتفاقية مع تنزانيا تسعى إلى تعزيز الروابط الجوية بين البلدين عبر تنظيم الرحلات الجوية المباشرة، مما يسهل حركة الأفراد والتبادل التجاري بين عُمان وتنزانيا وبقية دول شرق أفريقيا. من خلال هذه الاتفاقية، تسعى عُمان إلى الاستفادة من الموقع الجغرافي المميز لتنزانيا كبوابة رئيسية إلى شرق أفريقيا، حيث يمكن لعُمان أن توسع من نفوذها التجاري والاقتصادي في هذه المنطقة الحيوية.

تأتي هذه المراسيم في سياق أوسع يشمل جهود عُمان لتعزيز البنية التحتية للنقل الجوي، والتي تعتبر جزءًا من خطة السلطنة لتنويع مصادر الدخل الوطني وتقليل الاعتماد على النفط كمصدر رئيسي للدخل. تعزيز الربط الجوي مع دول مثل تونس وتنزانيا لا يساهم فقط في تسهيل حركة الأفراد، ولكنه أيضًا يعزز فرص الاستثمار ويزيد من تدفق البضائع بين هذه الدول والسلطنة.

إضافةً إلى الفوائد الاقتصادية المباشرة، من المتوقع أن تؤدي هذه الاتفاقيات إلى تعزيز التبادل الثقافي بين سلطنة عُمان وكل من تونس وتنزانيا. الرحلات الجوية المباشرة ستساهم في تقليل المسافات الثقافية والجغرافية، مما يمهد الطريق لمزيد من التفاعل بين شعوب هذه الدول، ويعزز من التفاهم المتبادل والتعاون في مجالات متعددة مثل التعليم، والثقافة، والسياحة.

من الجدير بالذكر أن هذه المراسيم تعكس أيضًا التزام السلطنة بتعزيز مكانتها على الساحة الدولية من خلال تبني سياسات تدعم التعاون الدولي وتحترم الاتفاقيات الدولية في مجالات متعددة، بما في ذلك الطيران المدني. توقيع هذه الاتفاقيات والتصديق عليها يُظهر مدى حرص عُمان على الالتزام بالتعاون الدولي بما يتماشى مع مصالحها الوطنية، وهو ما ينعكس بشكل إيجابي على العلاقات الثنائية مع الدول الأخرى.

في الختام، يمكن القول إن إصدار هذين المرسومين يمثل خطوة استراتيجية مهمة نحو تعزيز الروابط الجوية لعُمان مع دول أخرى، مما يسهم في تحقيق أهداف السلطنة الاقتصادية والتنموية. هذه الاتفاقيات من شأنها أن تفتح آفاقًا جديدة للتعاون مع تونس وتنزانيا، وتعزز من مكانة عُمان كلاعب أساسي في مجال الطيران المدني على مستوى العالم.

شاهد أيضاً

تعزيز الأمن السيبراني في سلطنة عمان: مركز “حداثة ”خطوة استراتيجية نحو المستقبل الرقمي الآمن

في ظل التقدم التكنولوجي السريع والاعتماد المتزايد على الحلول الرقمية، أصبح الأمن السيبراني أمرًا بالغ …